بقلم / دعاء عبدالسلام
ضجيج وأصوات تعلو هنا وهناك عن مصالحة وتصافح الايدي وكأن ماجري لم يكن , قالوا “الاسلام هو الحل ” وانهم هم سفائر المحبة والسلام ولأننا شعب غلب علية العاطفة فقد نظر الي الجمعيات الشريعية والخيرية علي أنها مرجعية قوية ليكونوا هم أصحاب الشريعة , قد شرب البسطاء مرارة المذاق من جراء التصويت بزجاجة زيت وكيلو سكر بالاضافة الي الهتفات والشعارات التي تأخذ الفقير الي جنات النعيم وحياة الخلود .
الجماعة صاحبة السبق لتطبيق مبدأ ميكيافيلي ” الغاية تبرر الوسيلة ” فقد وصلوا الي غايتهم دون التفكير فى العواقب الوخيمة ولا الامتنان للوطن ولا تقدير لمعني الأنتماء لقدسية أمن وسلامة وطن , ومع أعترفنا بأن اللحظة الراهنة تشهد مأزق سياسي بالاضافة الي غياب أفق سياسي يمكن أن يحرك الركود البادي فى الحياة السياسية الا أن الافق الوحيدة المتاح لة أن يشهد حراكا سياسيا هو الحوار مع الضد لتحقيق حالة من الوفاق الوطني الا أن شروط هذا الحوار غير متوفرة وغير ناضجة , فأي حالة وفاق تعني نوع من أنواع التنازل عن الموقف السياسي المتصلب للوصول لما نسمية حالة التوائم .
يتمحور حال الجماعة المحظورة علي مفهوم المظلومية وهية تشبة عند الشيعة بعقدة كربلاء والندم علي مصير الحسين فهي تشعر أنها تعرضت لظلم كبير واضطهاد بين تمثل فى الانقلاب علي الشرعية وتصفية رابعة الذي صاحبة سقوط قيادات الجماعة في مقابل أن المفهوم المقابل للحكم في مصر أنطلق من خلال حشود شعبية خرجت بالملاين لتسقط هذة الشريعية ولم تدرك الجماعة أن المفهوم الحقيقي للشرعية هي رضا الشعب وبالتالي فأن شرعية الحكم قد أنتفت مع الزحف الهائل للجماهير رفضت نهج الجماعة في أحتكار السلطة وسلخ الجماعة عن المكون الوطني وأنفرادها بالحكم مبددة كل وعود التوافق الوطني والقبول بالتعددية .
ولعل مايصف سيكولوجية الجماعة المحظورة هو أنكار الواقع والتصلب الفكري حول مفهوم المظلومية والشعور بالاضطهاد وتاريخ الجماعة ملىء بالعدوانية والدم وأيضا العنصرية فقد شبوا وشابوا علي السادية مع الآخر فهم لايرون ألا أنهم أخوان ومسلمين وما دونهم فهم خارج شرعهم وشريعتهم وقد فقدوا في منهجهم معني الولاء للوطن والامتنان لمصرهم فهم يرون فقط شريعتهم التي أستمدوها من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة , لقد أهدرت الجماعة فرصة تاريخية لأن يكونوا عنوانا عريضا لألوان الطيف السياسي وأن يدمجوا كل القوي والفصائل السياسية في نسيج واحد ، من ثما نحن أمام وهم يتمثل في المصالحة والتغاضي عن طبيعة المشهد السياسي الراهن الذي فرض قيادة ورئيس يحظى بشعبية وزعامة واسعة في الداخل وبأعتراف دول بالخارج ..
لكي تتوفر الشروط الموضوعية للمصالحة فيجب أن يسبقها المصارحة الذي يعترف بها قيادات الجماعة بكافة مسؤلياتهم التاريخية عن المأزق الحالي وفشل شرعيتهم في أن تستوعب الجميع ومن ثما هذة المصالحة تقتضي بأعتذار وأعتراف الجماعة عن الحرب الداخلية في سيناء وتدمير البنية التحتية بضرب خطوط الكهرباء والمترو وأستهداف قيادات في الجيش والشرطة وهي سابقة لم تحدث في تاريخ مصر الذي كان فية الجيش المصري أحد أهم رموز التوافق الوطني ودرع مصر الخارجي وصمام آمنة الداخلي ,, لا مصالحة قبل مصراحة تدين فية الجماعة نفسها وتعتذر للشعب المصري عن حرب الأبادة الغبية التي شنتها ضد المصرين باحثة عن سدة حكم تبددت وعن رياسة أصبحت من مخلفات الماضي , ويبدو أنة كتب علي المصرين لعنة الزعمات التي تعيش في غيبوبة لا تنصت لحقائق التاريخ والجفرافيا .
جاءت ثورة 30يونية لتقلب موازين الفكر السادي العنصري وتعلن أن أرادة الله والشعب قد قلبت السحر علي الساحر فقد تقمص الاخوان دور المسلمين وبرروا كذبهم بأفتراءات أعظم وبقي المشهد لهم مظلم ومع ذلك لم يدركوا أنهم فعلا بعيدون كل البعد عن الاسلام والمسلمين .