قام رئيس الدولة الإسرائيلى شمعون بيرس بتقليد مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل وسام الرئيس، وهو أعلى وسام مدني يتم منحه في إسرائيل، وذلك تقديرا لالتزامها غير القابل للنقاش بأمن دولة إسرائيل، وقيامها بدفع العملية التربوية المناهضة للاسامية والعنصرية وما تبديه من قيادة أخلاقية متميزة. وأقيم حفل تقديم الوسام في مقر الرئاسة.
وفي خطاب سياسي ألقاه الرئيس بيرس خلال حفل تقديم الوسام قال: “جئت لأعبّر لك عن التقدير العميق الذي تكنه بلادي وشعبي لشخصك ولسياستك ولموقفك الشجاع الداعم لإسرائيل عند الخطر ودعما للسلام. إن التزامك بأمن إسرائيل ودفع السلام في الاتحاد الأوروبي والساحة الدولية التزام كأنه منقوش في الحجر. لقد قمت بتوسيع علاقاتنا الاقتصادية وتعميق تعاوننا العلمي ولم تترددي في تزويدنا بما نحتاجه من وسائل الدفاع عن النفس، وإن الوسام الرئاسي الذي تتقلدينه اليوم يعتبر أعلى وسام لدولة إسرائيل، وقد جاء ليعبر عمّا نكنه لك من احترام تأريخي ومن امتنان لكونك مَن أنت وللمبادئ التي تتمسكين بها”.
وقالت المستشارة ميركل في خطابها: “إن تقلد وسام من دولة إسرائيل يعتبر شرفا عظيما لشخصي ولألمانيا التي أقوم بتمثيلها. وفي ضوء المعاناة الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل من الشعب الألماني خلال المحرقة، تكاد الرابطة الوثيقة التي تصل بين الدولتين اليوم أن تكون معجزة افتخر بها أشد الفخر. إنه وسام صداقة وثقة والتزام بالسعي المشترك لمكافحة اللاسامية وحفظ كرامة الإنسان، أي إنسان”.
وأضافت السيدة ميركل قائلة: “لا يمكن أن يتحقق أمن إسرائيل على المدى البعيد إلا من خلال السلام الحقيقي مع جاراتها وجيرانها الفلسطينيين، وهو السلام الذي يتجسد بدولتين لشعبين. ومع الأهمية الكبرى التي تتميز بها مساعي السلام، إلا أن الطريق لا يزال طويلا ووعرا ويتطلب التنازلات من الجانبين”.
وأشارت ميركل في خطابها إلى التهديد الذي يمثله امتلاك إيران لقنبلة نووية بقولها: “إن الخطر الذي يتهدد إسرائيل خطر حقيقي وليس أمرا مجردا، فقد تحدثت إيران عن إبادة إسرائيل، ورغم تغيير النغمة في الآونة الأخيرة، إلا أن التغيير يفتقر إلى أفعال تؤكده. لن تتسلح إيران بالسلاح النووي، فمن المحظور أن يتهدد الخطر إسرائيل وأوروبا والعالم قاطبة، وإن كانت لدينا فرصة للعمل الدبلوماسي، إلا أننا يجب أن ندرس الأمور لنتأكد من وفاء إيران بالتزاماتها”.