يبدو أن الوساطة السعودية بين قطر ومصر قد أتت ثمارها حيث شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ان القاهرة تتطلع إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي خلال استقباله مساء امس الاول مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبد العزيز التويجري وذلك لتكريس مصالحة رعاها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بين قطر ومصر بعد اكثر من عام على اندلاع الازمة الديبلوماسية بين البلدين على خلفية عزل الرئيس الإخوان محمد مرسي بثورة شعبية .
وتناول اللقاء بحسب ما أشار البيان الرئاسي سبل تفعيل المبادرة التي طرحها الملك السعودي خلال مؤتمر الرياض وما تم التأكيد عليه في القرارات الصادرة عن المؤتمر بشأن التزام جميع دول مجلس التعاون الخليجي بدعم مصر والإسهام في أمنها واستقرارها فضلاً عن دعم التوافق بين الدول العربية وخاصة بين مصر ودولة قطر قد أصدر الديوان الملكي بيانا رحّب فيه باللقاء الذي أتى تقديرا من قبل الأشقاء في كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والتي دعا فيها أشقاءه في كلتا الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما وتلبية لدعوته الكريمة للإصلاح
وعلي الجانب الاخر أشارت وكالة الانباء القطرية إلى ان قطر اكدت استجابتها لما جاء في بيان الملك السعودي مثمّنة الجهود المخلصة والمقدرة لخادم الحرمين الشريفين مشيدة بحكمته المعهودة وحرصه الشديد على تعميق التضامن العربي لما فيه خير ومصلحة الأمة العربية والإسلامية
وأعقب المبادرة تقارير إعلامية تحدثت عن مساعٍ خليجية تقودها السعودية لترتيب لقاء مصري قطري لتصفية الأجواء بين الجانبين وكان منها الجانب المصري والتي كانت كثيرا ما تلقي اللوم على قطر باعتبارها تتدخل في الشئون الداخلية للبلاد عن طريق أبواقها الاعلامية الجزيرة مباشر مصر
وشهد أداء قناة الجزيرة مباشر – مصر تغيرا ملحوظاً بعد ساعات قليلة من إعلان الملك السعودي فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وقطر.
ويذكر أن توترت العلاقة بين القاهرة والدوحة ووصلت إلى القطيعة في بادئ الأمر بعد أن استقبلت الدوحة عددًا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول مرسي وشخصيات سياسية داعمة لهم عقب مغادرة مصر إثر الإطاحة به.
ظل الوضع هكذا متوترا ناهيك عن الدور الذي قامت به وسائل الإعلام المصرية في تأجيج الخلافات وتعميق الأزمة حتى أعلنت قطر مؤخرًا ترحيل 7 قيادات من جماعة الإخوان المسلمين عن أراضيها تلك الخطوة رآها البعض أنها مناورة قطرية نتيجة للضغوط الأمريكية عليها كما رآها البعض أنها خطوة إيجابية قد تغير شكل العلاقات بينها وبين باقي الدول العربية
وكانت من أهم البنود لنجاح المبادرة تغير السياسة الإعلامية لدولة قطر نظرا للدور التحريضي الذي كانت تمارسه قنوات الجزيرة ضد الحكم في مصر الدور الذي نفته إدارة قنوات الجزيرة بادعائها التزامها المهنية.
وبالفعل وبالأوامر عليا بين لحظة وضحها بدأت القناة في تخفيف حدة اللغة العدائية تجاه مصر تدريجياً والتي بدت واضحة في اختيار المصطلحات السائدة في وصفها للأوضاع في مصر حيث اختفت بعض المصطلحات و استبدالها باخري في حين ذيلت تصريحات رموز جماعة الإخوان بعبارات من قبيل على حد وصفه و على حد قوله.
واستكمالا للمبادرة ورغبة الطرفين في إنهاء الازمة أعلنت قناة الجزيرة مباشر مصر أنه سوف سيكون بث آخر موجز لها من الدوحة هو اليوم الاثنين جاء ذلك في خبر عاجل بتته القناة على شاشتها.
يذكر أن هذه تعتبر أولى الخطوات الفعلية على أرض الواقع لتفعيل مبادرة الملك عبد الله عاهل السعودية للصلح بين القاهرة والدوحة حيث أكدت المبادرة في أهم بنودها ضرورة وقف الحملات الإعلامية التي تؤجج الخلاف بين الدولتين.
وأعلنت بعض التقارير الاعلامية ان هناك لقاء مرتقبا سيجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر في الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنهاء الخلاف بين القاهرة والدوحة.
وبحسب التقارير فإن اللقاء سيناقش الملفات العالقة بين البلدين ودعم قطر لبعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين