كتبت:اية سليم
“ندين كل أشكال العنف في ليبيا والعراق ونطالب الأسد بالتنحي فورا عن السلطة، كما ندعو موسكو وقف الخطوات الاستفزازية والخطيرة والتصعيد في نشاطها الرامي لزعزعة استقرار أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، وندرس توقيع عقوبات على إيران بسبب المضي قدما في برنامجها النووي”، هكذا تخرج بيانات الإدانة والشجب من الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الثماني الكبرى، ضد أية أحداث حول العالم.
وفي حين صدر بيان من الخارجية الأمريكية متمثلة في السفيرة الأمريكية وقتها، آن باترسون، لمقتل أحد شيوخ الطائفة الشيعية في مصر الشيخ حسن شحاتة، في 23 يونيو 2013، إثر أحداث عنف، لم تدين الخارجية المصرية أعمال العنف العرقية التي تشهدها ولاية ميسوري الأمريكية في الآونة الأخيرة والتي سقط ضحيتها ميشيل براون 18 عاما، على خلفية عنف طائفي، والتي تشبه لحد كبير ما تعرض له الشيخ حسن شحاتة.
فكان رد الخارجية متمثلا في المتحدث الرسمي السفير بدر عبدالعاطي، أن الخارجية المصرية لديها موقف ثابت وهو أنها لا تتدخل في شؤون الدول الآخرى، كما لا ترغب مصر في أن يتم التدخل في شؤونها، مشيرا إلى أن مصر دولة محورية في المنطقة، وتمارس دورها الإقليمي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو أحداث العنف التي تشهدها ليبيا وسوريا والعراق.
ومن جهته أكد المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة، مفيد الديك، أن حادثة مقتل شاب أسود على يد شرطي في فيرجسون بولاية ميسوري حادثة فردية وغير متكررة، ولا ترقى بمستوى الإدانة سواء من الخارجية المصرية أو من أية دولة آخرى، مضيفا أن الخارجية الأمريكية تصدر بيانات شجب وإدانة لأحداث يتم فيها استخدام القوة المفرطة من قبل الحكومة ضد المدنيين وضد ما هو مناهض لحقوق الإنسان وحرية التعبير.
وأضاف الديك في تصريح خاص لـ”وكالة الاخبار المصرية”، أن الولايات المتحدة اتخذت مواقف واضحة وحاسمة ضد النظام السوري وممارسات ما تسمى بالدولة الإسلامية “داعش”، كما أصدرت الخارجية الأمريكية بيانا شديد اللهجة ضد حكومة الصين بسبب أحداث العنف في ميدان تيانانمين في يونيو عام 1989.
وعلق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، بأن ما حدث في مدينة فيرجسون بولاية ميسوري الأمريكية من عنف طائفي تعتبر حالة غير معتادة أو متكررة ليتم وصفها بأنها ممارسات ممنهجة، مؤكدا أنه خطأ فردي من شرطي أمريكي، كما أن هناك تخوف من أية رد فعل سياسي حتى في حالة وجود شبهة عنف عرقي، لذلك تتأنى الخارجية المصرية في رد فعلها.
وقال السفير رخا في مداخلة هاتفية مع “وكالة الاخبار المصرية”، أن وزارة الخارجية بها عدة إدارات وقطاعات مختلفة متخصصة لمراقبة الأوضاع في العالم وإصدار بيانات تجاهها، كما أن هناك مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمريكتين وهو السفير محمد فريد منيب، مسؤولا عن التعامل مع الأحداث الخاصة بالقارتين، مشيرا إلى أن الخارجية المصرية لا تتخذ أية موقف إلا بالرجوع للسفارة المصرية في البلاد التي يقع بها أحداث عنف، بالإضافة إلى متابعة الإعلام الدولي.
وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أنه هناك فرق بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، فأمريكا قوة دولية عظمى يرتبط أمنها القومي بأحداث العنف التي تقع في جميع أنحاء العالم، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، أما مصر فلديها ردود فعل حاسمة لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والقارة الإفريقية، متابعا: “كانت للخارجية المصرية دور فعال ضد صربيا التي قامت بعمليات إبادة للمسلمين في البوسنة والهرسك، حيث ساءت العلاقات المصرية الصربية في تلك الفترة”.
ونشبت أحداث عنف في وقت مبكر الأحد حيث أصيب شخص بجروح خطيرة واعتقل سبعة آخرون في اشتباكات بين شرطة مدينة فيرجسون بولاية ميسوري الأميركية ومتظاهرين كسروا حظر التجول احتجاجا على مقتل مراهق أسود برصاص ضابط شرطة أبيض، وأطلقت الشرطة الأمريكية الدخان ثم الغاز المسيل للدموع واعتقلت نحو سبعة أشخاص.