قتل موريتاني في الحادية والعشرين إثر اشتباكات بين الشرطة وآلاف الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد انتشار خبر بأن بعض الأشخاص دنسوا نسخا من المصحف في أحد مساجد إحدى مقاطعات العاصمة.
وقال إمام مسجد خالد بن الوليد محمدون ولد محمد سالم، إن أربعة أشخاص مجهولي الهوية دخلوا المسجد، وأزاحوا أربعة نسخ من المصحف ودنسوها بإلقائها في دورة مياه المسجد.
وقد بدأت الشرطة التحقيق فيما حدث، لكن خبر تدنيس المصحف انتشر بسرعة، وأخذ المحتجون يحرقون إطارات السيارات ويسدون الطرق.
وكان المصلون في المسجد قد فوجئوا عقب صلاة المغرب الأحد بوجود بعض أوراق المصحف ممزقة وملقاة على الأرض، وبعضها الآخر ملقى في مراحيض المسجد.
وخرج سكان العاصمة فجر الاثنين محتجين على ما حدث، ومطالبين بإنزال أشد عقوبة على مرتكبي الحادثة.
وقد اتصل الرئيس الموريتاني بإمام المسجد ليعرف منه تفاصيل ما حدث.
وانتشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير جدا.
وقال الصحفي الموريتاني السيد هاشم لبي بي سي إن تلك الحادثة هي الأولى من نوعها في موريتانيا، التي “تعد العاطفة الدينية فيها أقوى من أي شيء آخر”.
وأضاف هاشم أن موريتانيا شهدت خلال السنتين الماضيتين حوادث أخرى بشكل تصاعدي، منها تمزيق المصحف، وإهانة المقدسات الدينية، وسب النبي محمد، وإحراق الناشط الحقوقي ولد عبيدي لبعض الكتب الفقهية للمذهب المالكي، وانتهت بتمزيق المصحف وتدنيسه في الحادثة الأخيرة.
وتتزامن تلك المظاهرات، كما يقول هاشم، مع صدور تقرير لمنظمة حقوقية يشير إلى انتشار ظاهرة الإلحاد في دول المغرب العربي، ليبيا، وتونس، والمغرب، وموريتانيا.
ويقول إن التقرير يشير إلى أن الملحدين في تلك الدول لا يستطيعون إعلان إلحادهم خوفا من “لعنة المجتمع”، بحسب ما يقول هاشم، و”فتاوى القتل، بسبب القوانين المستمدة من الإسلام باعتباره الدين الرسمي في تلك الدول”.
ويضيف أن هذه القوانين تعتبر أي مسلم يغير دينه مرتدا، إما يستتاب، وإما يقتل إن رفض التوبة.