نشرت واشنطن بوست، واحداً من أهم التقارير التى أصدرتها الأمم المتحدة بحق الفاتيكان خلال سنوات، حيث جاء ضمن التقرير : ضرب الأطفال كطقس، والتعذيب أو المعاملة المهينة والقاسية إضافة إلى الانتهاك والإستغلال الجنسي.
وأسوأ من ذلك، مضى التقرير مشيراً إلى أن الكنيسة الكاثوليكية لم تكتف بتجاهل نداءات الإصلاح، بل قامت بحماية الكهنة المنحرفين جنسياً،تزعم الأمم المتحدة في التقرير أن “كهنة معروفون بالاعتداء على الأطفال جنسياً قد تم نقلهم من أبرشية إلى أبرشية أو إلى دول أخرى في محاولة من الكنيسة للتغطية على مثل هذه الجرائم.”
تحدث سفير الفاتيكان في الأمم المتحدة الأسقف سيلفانو توماسي أمام لجنة أممية في جنيف عن هذه المخاوف، ولأكثر من ثلاث ساعات كشف الأسقف لأول مرة عن العقاب الذي أقرته الكنيسة لآلاف من الكهنة المدانين بارتكاب اعتداءات جنسية.
أوضح توماسي أن الفاتيكان خلال العقد الماضي قد عزل 848 كاهناً من مناصبهم، وأوقع عقوبات أقل بحق 2572 آخرين من ضمنها الصلاة والندم مدى الحياة، بإجمالي حالات بلغ أكثر من 3400 حالة اعتداء جنسي تعامل معها الفاتيكان منذ 2004.
يقول توماسي إن الكنيسة تغيرت “لا توجد حصانة، بل يوجد التزام كامل بنتظيف البيت،” مضيفاً: “أعتقد أننا وصلنا لمرحلة جديدة في تطور تعاملنا مع هذه المشكلات، من الواضح أن مسألة الإعتداء الجنسي على الأطفال، وهي وباء وبلاء عالمي، تمت مواجهتها في السنوات العشر الأخيرة من قبل الكنيسة بشكل منظم وشامل وبناء.”
في المقابل، سارع المنتقدون بالتشكيك في ما قاله توماسي، وحجتهم هي أنه قدم أرقاماً ولم يقدم أسماءاً، حيث أوضح مدير شبكة الناجين من اعتداءات الكهنة، ديفيد كلوهيسي، أن “كل خطوة نحو مزيد من الشفافية حول الجرائم الجنسية لرجال الدين هي أمر جيد”، مستدركاً “لكن هذه الخطوة، أي ذكر عدد الكهنة الذين تم عزلهم، لا معنى لها فالآباء لا يستطيعون حماية أبنائهم من أرقام ما يحتاجه الآباء هو أسماء وأماكن رجال الدين المعتدين على الأطفال.”
حاولت الكنيسة بدورها، منذ انتخاب البابا فرانسيس العام الماضي، فعل كل شيء لإزالة ما لحق سمعة الكنيسة، من السماح لراهبة تغني بالظهور في برنامج تلفيزيوني إيطالي، إلى الهجوم على إسراف الكنيسة مثلما فعل البابا فرانسيس الثلاثاء الماضي، منتقداً من يدخلون السلك الكنسي من أجل المال، قائلاً: “هناك متسلقون في الكنيسة.”
ولكن جلسة الثلاثاء التي حضرها توماسي في الأمم المتحدة توضح مدى أنه بالرغم من كاريزما البابا فرانسيس، فإن فضيحة الإعتداءات الجنسية لا يبدو وأنها ستنتهي قريباً.