تدعم بعض القوى الخارجية الغربية والعربية جماعات المعارضة المسلحة في سوريا متبينة نهج الحرب بالوكالة، كما أنها تجد بعض الأشخاص للقيام بهذا الدور داخل البلاد، وفي هذا السياق، تقول صحيفة “كرستيان ساينس مونيتور” الأمريكية إن وسط تدخل الولايات المتحدة لمساعدة المعارضة بالمال والسلاح، قامت المملكة العربية السعودية باختيار رجلها في سوريا، فبعد ثلاث سنوات من الصراع الدامي، دفعت المملكة الملايين لـ”جمال معروف” والذي كان عامل بناء، ولكنه فجأة أصبح أحد أقوى قادة المتمردين منذ بدأ الحرب الأهلية في 2011.
وتضيف الصحيفة أن “معروف” ظهر عام 2011 كقائد للواء جبل الزاوية، وهي قوة قتالية متواضعة تكونت من أربعين فردا، وبحلول عام 2012 حصل على المال والسلاح من السعودية، وساعدته الرياض في تدفق المتمردين والأموال والمتطوعين للمشاركة في الحرب الأهلية السورية.
وتشير إلى أنه في ديسمبر 2013، اندمج لوائه مع عدة جماعات متمردة ليشكل جبهة ثوار سوريا، ولكن خلال الأشهر الأخيرة، تزايدت الشكوك حول ما إذا كان “معروف” يدين بالولاء للسعودية، أو أنه متعطش للمزيد من المال.
وتوضح الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة وافقت على ظهور جبهة ثوار سوريا ولكنها لم تدعمها بشكل كافي، حيث أختارت مجموعة أخرى لتدعمها عسكريا، حيث يقول “معروف” إن واشنطن زودته بمعدات غير قتالية منذ مارس الماضي.
وتلفت إلى أن السعودية وغيرها من الحكومات ترى “معروف” الوجه الجديد للثورة، فهو واحد من أقوى قادة المتمردين في سوريا” كما قال المسئول عن الأزمة السورية لمؤسسة كارنجي للسلام الدولي “أروت لوند”.
يذهب “معروف” دائما إلى بلدة هاتاي التركية، والتي يتخذها كأستراحة له ولأفراد حاشيته، مثله كباقي أفراد المعارضة السورية الذين يسافرون دوما إلى تركيا والأردن بجوازات سقر مزورة.
قبل الأزمة السورية، قضى “معروف” ما يقرب من عشرين عاما كعامل بناء في لبنان، وشارك في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس 2011، المستوحاة من نجاح الثورة التونسية والمصرية التى أطاحت بزعامء البلاد في غضون أسابيع