في الذكرى الثامنة والعشرين لكارثة تشرنوبل النووية دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دول العالم إلى التضامن مع الملايين
الذين مازالوا يقطنون المناطق المتضررة في بيلاروس والاتحاد الروسي وأوكرانيا.
كما أشاد كى مون في بيان صدر عشية الذكرى الثامنة والعشرين لكارثة تشرنوبل بعمال الطوارئ الذين تعاملوا مع الحادثة، وأولئك الذين تم إجلاؤهم من المناطق الملوثة،
والذين بلغ عددهم أكثر من 330 ألف شخص وأوضح بان كي مون أن الأمم المتحدة قامت بدور مهم للغاية في التصدي للتحديات التي تواجهها المجتمعات المحلية المتأثرة، مشيرا إلى استمرار الالتزام بخطة عمل الأمم المتحدة بشأن تشيرنوبيل حتى عام 2016. وأعرب عن تقديره لعزم السكان في الأقاليم المتضررة على إعادة الحياة في المنطقة إلى وضعها الطبيعي.
ويستذكر العالم اليوم كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل بأوكرانيا، إحدى أكبر الكوارث النووية التى شهدها العالم ،
والتي مازالت آثارها حاضرة إلى الآن.
ففي ذلك اليوم المشؤوم 26 نيسان/أبريل عام 1986 انفجر المفاعل الرابع لمحطة تشيرنوبل مخلفا أكبر كارثة نووية عرفتها البشرية إلى الآن إذ وصلت مساحة التلوث الإشعاعي الناتج عن الانفجار إلى 50 ألف كم مربع في 12 منطقة في أوكرانيا، إضافة إلى تضرر 19 منطقة روسية بمساحة حوالي 60 ألف كم مربع ويسكنها 2.6 مليون نسمة وحوالي 46.5 ألف كم مربع من أراضي بيلاروسيا، أي حوالي 23% من مساحة هذه الجمهورية.
كما أدى الحادث حينها إلى مصرع قرابة 8000 شخص حسبما صرحت به أوكرانيا بعد انفصالها وذلك في الأشهر والأعوام التي تلت الحادثة إضافة إلى إصابة مئات الآلاف بالاشعاعات بدرجات متفاوتة ما سبب للكثير منهم الأمراض خصوصا السرطان والإعاقات والتشوهات، وبلغت الخسائر المادية أكثر من ثلاثه مليارات دولار إضافة إلى تهجير أكثر من 200 ألف ساكن من المناطق القريبة من تشيرنوبل.
وبعد الانفجار تم إنشاء تابوت حجري خرساني على المفاعل الرابع المنكوب للمحطة لدرء إنبعاث وتسرب المواد المشعة غير أن التابوت المذكور مرشح إلى انهيار تدريجي منذ سنوات أخيرة أيضا.
وتعمل دول عالمية مانحة عدة عبر صندوق “الغطاء” على مساعدة أوكرانيا ماليا في تجنب شر 200 طن من الوقود المشع مازالت ضمن المفاعل.
وتسعى السلطات الأوكرانية إلى تحويل محطة تشيرنوبل إلى كتلة آمنة عبر “حبسها” ضمن بناء على شكل قنطرة بارتفاع 105 وطول 150 مترا وعرض 160 مترا علها تنجح في دفن سرها إلى الأبد.
وعادت كارثة تشيرنوبل في 14 شباط/ فبراير 2012 لتذكر بفظاعة ما خلفته من مآس بشرية وأضرار حينما سقطت أجزاء من جدران الكتلة الخرسانية التي تغلف غرفة الماكينات الرابعة نتيجة تراكم الثلوج، لكن هذا الحادث لم يتجاوز حدود الرعب.
وكانت السلطات الأوكرانية في عهد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش قد وضعت في بداية الأحداث الأوكرانية جميع المنشآت النووية تحت نظام حماية خاص تحسبا لهجمات من تنظيم “القطاع الأيمن”، إلا أن مصير هذه المحطات بات اليوم موضعه تساؤل في عهدة السلطات الجديدة.