يواجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تحديات جمة في المعركة الدائرة لانتخاب رئيس الجمهوريةاللبنانية الجديد،
وهو لم يجد بعد الحلول الناجعة للتمكن من هذه التحديات وتجاوزها:
– يتمثل التحدي الأول في عدم قدرته على التملص من تأثير السياسة السعودية على خياراته اللبنانية حتى الساعة لم تتبنَّ السعودية فكرة وصول رئيس تكتّل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وهو غير قادر على إقناعها بفصل موضوع تحالف عون مع “حزب الله” وتبنيه للمقاومة ومحاولات انتزاع مراكز وازنة في الدولة من قبضة الحريرية السياسية عن موضوع ضرورة إعادة انتظام العمل المؤسساتي في لبنان على أساس وقف المواجهة وعدم التقوقع في خانة الصراع السني-الشيعي بل التوافق بين المكونات الطائفية جميعها.
– التحدي الثاني يكمن في عدم رغبته مهادنة النظام السوري الذي لا يزال يتهمه سرّاً بتدبير إغتيال والده، حتى ولو كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد اتهمت أفراداً من “حزب الله” بهذه الجريمة، ويعرف الحريري في قرارة نفسه أن هذا السيناريو مفبرك لعدم تمكن المجتمع الدولي من إلصاق التهمة بالنظام السوري (عن حق أو عن باطل) وأنّه كان من الأسهل والأنسب لهذا المجتمع توريط “حزب الله” في هذه القضية. وهو، أي الحريري، لم ولن يهادن النظام السوري قاتل والده، خاصةّ وأنّه منحاز للشيعة فى لبنان ويريد تحجيم الدور والوزن السني فيه. وبالتالي يعتبر الحريري أنّ دعم عون للرئاسة فيه نوع من خيانة الذات وهو غير وارد طالما أن هذا الأخير هادن النظام السوري ولم يعد يعتبره عدوّاً، وبقطع النظر عن خطر العونية على الحريرية السياسية! (يعتبر الحريري أن تحول موقفه في وقت من الأوقات من سوريا وزيارته الرئيس السوري بشار الأسد ووصوله إلى حافة إبرام صفقة سياسية معه كان خطأً تاريخياً ليس مستعدّاً لتكراره اليوم).
– التحدي الثالث يكمن في رفضه التنازل للطائفة الشيعية المتمثلة بـ”حزب الله” عن السلطة المكرسة للطائفة السنية في النظام البنانى لا يزال الحلم أن لبنان يجب أن يكون مونت كارلو 2 السنة في الشرق (لسوء الحظ، سبقت دبيى لبنان وأصبحت هي مونت كارلو 1) يدغدغ مشاعر الحريري، ويفضلّ، في حال فرضت عليه الظروف تقاسم السلطة، أن يعيد إحياء الميثاق القديم بمعادلة جديدة سنية-مارونية (وليس مارونية-سنية) على معادلة سنية-شيعية تزيد من نفوذ الشيعة في الشرق الأوسط والعالم العربي، وبالطبع يواجه الحريري مشكلة مع ذاته، إذ لا يخيّل له منطقياً، من هذه الزاوية بالذات، سوى دعم مرشح يحارب النفوذ الشيعي المتعاظم على حساب ميشال عون الذي لن يقبل بتغذية هذا الصراع