استيقظت إحدى قرى مركز المنصورة بالدقهلية، علي صرخات عالية , حين خرج أحد الأهالي من وسط الزراعات ليعلن عن العثور على جثة طفل مقتول ومذبوح داخل أرضه، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
بداية القصة
تلقى اللواء رأفت عبد الباعث مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية قد تلقى إخطارا من اللواء مصطفى كمال مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ للعميد طارق عبد الهادى مأمور مركز شرطة المنصورة من أهالى قرية ديبو عوام التابعة للمركز بعثورهم على جثة طفل مقتول ومذبوح.
علي الفور انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على راسها المقدم أحمد توفيق، رئيس المباحث لمسرح الجريمة ، حيث تم العثور على جثة لطفل يدعى “أدهم محمود حسن عبدالعظيم”، ١٤ عاما من قرية طناح التابعه للمركز وانه متغيب منذ يوم وأسرته تبحث عنه، ليوجه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها وعمل التحريات اللازمة، وبعدها بدقائق وصل فريق من النيابة العامة لمسرح الحادث، ومناظرة جثة الضحية.
72 ساعة كاملة قضاها رجال المباحث بمسرح الجريمة بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز “من الجاني؟”، للوصول لطرف خيط يقودهم إلى حل القضية، إذ استمعوا لأقوال العديد من قاطني المنطقة وحرصوا على تفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالشوارع فضلا عن فحص علاقات أسرة الضحية والوقوف على وجود خلافات بينهما وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة، حيث أكدت التحريات أن عائله المجني عليه تتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع.
ساعات من البحث المتواصل قضاها رجال البحث الجنائي في جمع المعلومات والتحريات للوصول لهوية مرتكب الجريمة،إلي أن جاءت على لسان أحد افراد فريق البحث بقوله: “فيه كاميرا في شارع جانبي أظهرت الضحية مع والده قبل اختفائه يا فندم”، ليبدا فريق البحث بتكثيف التحريات حول الأب، واستدعائه لسماع أقواله ليدلي باعترافات تفصيلية عن جريمته، وقيامه بذبح ابنه باستخدام قطر طبى مشيرا في التحقيقات إلى أن ابنه يعانى من كهرباء زائدة على المخ فأراد إراحته من التعب فاتجه إلى إحدى الصيدليات وقام بشراء قطر طبى واصطحب نجله وقام بذبحه إلى أن فارق الحياة.
وبإرشاده جرى العثور على حذاء الطفل والسلاح المستخدم في الجريمه “القطر الطبى ” وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعه وارفاقه بالمحضر الأصلى وجار العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، ليسدل الستار على واحده من أبشع الجرائم التي هزت محافظة الدقهلية خلال الساعات القليلة الماضية.