لقد انتهت انتخابات مجلس الشعب بمرحلتيها الأولى والثانية وبجولتها الأولى والإعادة وبحلوها ومرها وقد سلك كل مرشح طريقه نحو الفوز ونحو الوصول إلى أن يصبح عضواً في البرلمان سواءً بطريقة مشروعة أو غير مشروعة.
لقد وصل أغلب أعضاء البرلمان في الجولة الأولى وفي الصعيد بالذات عن طريق ألعصبية والقبلية التي جلبت لنا أعضاء لا يستطيعون أن يقوموا بدورهم البرلماني المنوط به إلا أن يمتلك الكارنيه الذي يحمله ويعطيه صفة النائب البرلماني لكي يحقق لقبيلته وعشيرته ما يريد دون النظر للدور التشريعي أو الخدمي الجماهيري الذي يخدم به مصلحة المواطنين جميعهم دون استثناء ودون أن يحمل قضايا الشعب وقضايا الرأي العام وقد فرزت العصبية والقبلية أعضاء في البرلمان لا يستطيعون إلبحث عن مشروع مجتمعي أو القيام بدور تشريعي ممنهج أو وضع برنامج مدروس يخدم أهل دائرته.
من خلال هذا الطرح وعرض رؤيتنا وتحليلاتنا السياسية والصحفية وكمراقبين لِما انتجته الإنتخابات وجدنا أن الكثير يلتف حول الأعضاء من أجل قضاء مصالحهم دون وعي وهذا سيجعلهم يقومون بإنشاء الشله والعشيرة المنتفعة التي تملأ الدنيا صخبا وسخطاً داخل المجتمع المحلي ومن الشعب داخل دوائرهم بعد انتخابهم كما أننا نضيف على ذلك التقارب الموجود بين الأعضاء وبين هؤلاء من أجل أن يصبحوا أعضاء في المحليات ولكي يقومون بتقسيم الكعكة والتورتة القادمة وهذه مصيبة كبيرة.
ولقد نما إلى علمنا وبالتأكيد المأساة التي ستحل عندما تحدث تلك التربيطات والاتفاقيات بين العشائر والقبائل وبذلك سيضيع الوطن والمواطن وسط هؤلاء المنتفعين دون وعي عن الدور الذي سيقوم به عضو المجلس المحلي من رقابة ومتابعة للمؤسسات التنفيذية وبهذا سنكون رجعنا لما كان يحدث أيام الحزب الوطني ومساوءه التي ضيعت الوطن وأبعدت الكفاءات والكوادر التي يمكن أن تقوم بدور مجتمعي كبير لخدمة المجتمع واضف إلى ذلك الوجهاء الذين يريدون الوصول لكرسي المحليات لكي يمتلك جزء من الكعكة حتى يحصل على الامتيازات التي يستطيع بها أن يقضي مصالحه الشخصية والمنفعة الذاتية.
نريد من شعب مصر العظيم الذي خرج في ثورة30 يونيو والذي خلع من أرادوا الإستيلاء على مقدرات الشعب من المتأسلمين السياسيين ومن كانوا وراءهم من الأحزاب الكرتونية التي تتلون حسب مصالحها, نريد من هذا الشعب أن يفرز من يترشح في المحليات ويختار من ينفع الناس والمجتمع, نريد من المواطن أن يقارن بين من يقوم بخدمة وطنه وبين ما يريد أن يستفيد لنفسه وذاته وعشيرته, نريد من المواطن أن يختار في المحليات من له القدرة على المتابعة والمراقبة للجهات التنفيذية ولا نريد من يقوم بالموائمة مع الجهات التنفيذية لقضاء مصالحة, وأخيراً وليس آخراً هل فهمنا ما نريد أن نصل إليه في انتخابات المحليات بدلا من تقع بين المطرقة والسندان ونخسر فعاليتها وتفعيلها لخدمة الدائرة والوطن.