كتبت:اية سليم
فيلم غزل البنات ده من الأفلام اللي ممكن الواحد يتكلم 3 أيام، مش عن مستواه وجماله وعبقريته وإلخ إلخ، لأ، عن الظروف والأحوال والقصص اللي صاحبت صناعته، وعن المشاركين فيه، وازاي اتعمل، وازاي واحد زي أنور وجدي عمل حاجة بالشكل ده.
البداية كانت من عمارة الإيموبيليا، العمارة الشهيرة اللي واخدة ناصية شارع شريف مع قصر النيل، واللي كان ساكن فيها نجيب الريحاني، وساكن فيها كمان أنور وجدي ومراته ليلى مراد.
سنة 1948، كان أكتر نجمين في السينما، اللي بيجيبوا إيرادات بتوصل لـ كذا ألف جنيه، هم اتنين، نجيب الريحاني، وليلى مراد، أي حد تاني ماشي الحال، لكن دول كانوا السوبر ستارز بتوع المرحلة، خصوصا بعد ما أم كلثوم وعبد الوهاب (سوبر ستارز الغنا) اعتزلوا التمثيل، وقرروا يركزوا في الغنا والمزيكا.
كانت فكرة أنور وجدي إنه يعمل فيلم يجمع الريحاني مع ليلى مراد. كان بيستنى الريحاني وهو طالع وهو نازل، علشان يقابله في الأسانسير، لأنه مكنش عايز يعرض عليه الفكرة بصورة مباشرة، لأنه احتمال كبير يرفض الموضوع من أساسه علشان فرق السن الكبير بينه وبين ليلى مراد (كان هو 59 سنة وهي 29 وقتها)، ازاي هـ يقفوا قدام بعض كـ بطل وبطلة؟
دردشة النهارده، دردشة بكرة، فهم وجدي إن مفتاح الريحاني مع بديع خيري، لو عمل موضوع كويس، الريحاني هـ يشتغل، ولو فَكَس يبقى كل سنة وإنت طيب.
عرف أنور وجدي يقنع بديع خيري بـ قصة عن أستاذ بـ يحب تلميذته حب أفلاطوني، وبديع اشتغل بقى ف التفاصيل اللي شفناها، واللي خلت نجيب الريحاني يوافق على العمل، ويتحمس له.
أنور وجدي كان ساعتها متجوز ليلى مراد، اللي كان اتعرف عليها ف كواليس فيلم من الأفلام، وكان مشهد زفافهم في الفيلم هو مشهد زفافهم في الحقيقة، بعد ما ارتبطوا ليلى كانت بـ تمثل أفلام إنتاج أنور وجدي من غير ما تاخد فلوس، باعتبار يعني إنه زيتنا ف دقيقنا، وفلوسي وفلوسك واحد، ما هو كله ليكي ف حياتي ومن بعدي كمان.
ومع ذلك، تخيل، كان بيمضيها عقود إنها قبضت منه أجرها اللي هو عشرتلاف جنيه (رقم فلكي وقتها)، وكان بيقنعها إنه بـ يعمل كده علشان الضرايب، بحيث يقلل أرباح الفيلم على الورق، فيدفع ضرايب أقل، ولما اتطلقوا أول مرة بعد فيلم غزل البنات طالبها رسميا بنسبة الضرايب على أجرها، اللي ما قبضتوش، في كل الأفلام اللي أنتجها.
المهم، أنور وجدي حس لما الريحاني وافق ع الفيلم إنه هـ يعمل أهم حاجة حصلت في تاريخ السينما، راح لـ محمد عبد الوهاب وأقنعه إنه يشارك في إنتاج الفيلم، إقناع عبد الوهاب ده معجزة لوحده، وطبعا ما دام هـ يشارك، يبقى هو اللي هـ يعمل الألحان، وهـ يظهر في الفيلم كمان بشخصيته، اكتب يا بديع.
مش بس عبد الوهاب، يوسف وهبي ياخد له مشهد، ويتكتب في التتر: صاحب العزة يوسف بك وهبي، واكتب يا بديع.
فاضل مين؟ كل النجوم اللي كانوا شغالين وقتها يمكن باستثناء إسماعيل ياسين وشكوكو. كل ممثل عمل مشهد خد أجره عن فيلم كامل. واكتب يا بديع.
علشان كده، بحس إن فيلم غزل البنات ده بطولته الحقيقية لـ بديع خيري، اللي عرف يحقق أحلام المنتج اللي هو المخرج، ويحشد كل نجوم مصر من غير ما تحس، كل دور عمله أي حد: استيفان روستي، محمود المليجي، فريد شوقي، زينات صدقي،….. إلخ إلخ، وكل جملة حد منهم قالها كانت علامة في تاريخه.
حكايات غزل البنات، اللي كان عرضه الأول زي النهارده من 65 سنة، ما انتهتش، دي يدوب بتبتدي، خلينا بكرة ناخد حكاية سينما كوزموس وقهوة فينيكس، وربنا يرحم الجميع.