قال متمردون في جنوب السودان انهم سيطروا على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط يوم الثلاثاء في هجوم يلقي بظلال من الشك على محادثات السلام المزمعة وقالت الحكومة إنه انتهاك لوقف إطلاق النار.
وهذا أول هجوم للمتمردين على مدينة رئيسية منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في 23 يناير كانون الثاني لكن الحكومة نفت أن يكون المتمردون يسيطرون حاليا على ملكال التي تقع على أطراف منطقة رئيسية لإنتاج النفط في شمال شرق البلاد.
ويضغط المجتمع الدولي بشدة على حكومة جنوب السودان والمتمردين لوقف القتال وبدء الجولة الثانية المؤجلة من المحادثات غير ان دبلوماسيين يشككون في التزام اي من الطرفين بإنهاء الصراع مع تبادل الجانبين للاتهامات بانتهاك وقف اطلاق النار.
وقال دبلوماسي غربي “لا توجد علامة تذكر على أن أيا من الجانبين لديه نية صادقة للجلوس والتفاوض بجدية.”
وستؤجج الاشتباكات المخاوف بشأن أمن حقول النفط الشمالية في جنوب السودان التي تمثل شريان الحياة لاقتصاد أحدث دولة في العالم وللسودان الذي يحصل على رسوم من الجنوب مقابل ضخ الخام في انابيب عبر اراضيه الى الساحل للتصدير.
وهاجم المتمردون ملكال الواقعة على بعد 650 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة جوبا بعد فجر يوم الثلاثاء بقليل. وقال قائدهم جاثوث جاتكوث وهو حليف مقرب من نائب الرئيس السابق ريك مشار لرويترز عبر الهاتف إن قواته سيطرت على المدينة سريعا.
غير ان متحدثا باسم الجيش في جوبا قال في وقت لاحق ان القتال مستمر في المناطق الجنوبية بملكال وان الاتصالات انقطعت بالمدينة.
وتبادل الجانبان الاتهامات مرارا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. وعبر جنوب السودان يوم الثلاثاء عن خيبة أمله لعدم احراز تقدم بخصوص نشر مراقبين في المناطق المضطربة.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان “مايكل ماكوي “هذا انتهاك صارخ لاتفاق وقف القتال الذي وقعه الجانبان… دعونا المبعوثين الى الإسراع في اقامة آلية للمراقبة لكن لم يحدث شيء حتى الآن.”
وتبعد ملكال حوالي 140 كيلومترا عن مجمع بالوج النفطي الذي يضم منشأة رئيسية لمعالجة الخام.
ويقول جنوب السودان انه اضطر لخفض إنتاج النفط 20 بالمئة إلى 200 ألف برميل يوميا تضخ كلها من أعالي النيل. وقد تزيد سيطرة المتمردين على ملكال المخاوف بشأن القدرة على الحفاظ على معدلات الانتاج.
وقال جاكوب جوك دوت مدير مركز الديمقراطية والتحليل الدولي الذي يتابع صناعة النفط “يتم ضخ كل نفط حقول أعالي النيل إلى بالوج… إذا باتت ملكال تحت سيطرة المتمردين فسيحدث توتر بالتأكيد في أعالي النيل وحولها.”
ويمثل النفط 98 بالمئة من إيرادات الحكومة. ومن بين الشركات النفطية العاملة في جنوب السودان شركة البترول الوطينة الصينية وفيديش الهندية وبتروناس الماليزية. وجرى تعليق العمل في بعض الحقول.
وقتل آلاف الأشخاص ونزح ما يربو على 800 ألف عن ديارهم منذ اندلع القتال بسبب صراع على السلطة بين الرئيس كير ومشار نائبه السابق الذي عزله من منصبه في يوليو تموز.
وتبادل الطرفان السيطرة على ملكال الواقعة على النيل الابيض عدة مرات. وربما يهدف أحدث تحرك للمتمردين إلى تعزيز موقفهم قبل إجراء مزيد من محادثات السلام.
وقال جو كونتريراس المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنوب السودان إن مجمعا للمنظمة الدولية فر إليه كثير من النازحين حوصر وسط إطلاق النار.
وكان من المقرر استئناف محادثات السلام الأسبوع الماضي لكنها تأجلت بعدما طلب المتمردون إطلاق سراح أربعة سجناء سياسيين ما زالوا في قبضة الحكومة وانسحاب الجيش الأوغندي الذي يدعم جيش كير من جنوب السودان.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الأوغندية يوم الثلاثاء ان القوات الاوغندية قد تنسحب او تعيد الانتشار بعيدا عن البلدات المضطربة في غضون شهرين اذا قدمت الدول الافريقية قوات بديلة خلال ذلك الوقت وهو سيناريو يقول محللون إنه غير مرجح.
وقال فريد اوبولوت وهو متحدث باسم وزارة الخارجية “ما لا نريده هو أن نترك فراغا أمنيا.”